ربّما تكون الأضاحي وغلاء أسعارها أكثر ما يشغل بال وأحاديث المواطنين المسلمين في كل مكان مؤخّرًا، مع اقتراب عيد الأضحى وارتفاع أسعار الأضاحي بشكل وُصف بالجنوني، في ظلّ عودة وباء الكورونا واستمرار الأزمة الاقتصادية والبطالة المرتفعة.

ويقول سلمان ابن حميد، من قرية بئر هدّاج، الذي التقيناه في سوق الحلال في القرية، إنّ "ارتفاع الأسعار يأتي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، ونحن نعلم أن الكورونا في العامين الأخيرين أثر على الأسعار في العالم بشكل عام، وفي البلاد بشكل خاص – واليوم تتراوح الأسعار بين 1500-2500 شيكل وحتى 3000 شيكل، وبعض العائلات لا تستطيع أن تشتري الأضحية".

يلاحظ الزائرون إلى سوق الحلال ارتفاع أسعار المواشي إلى أكثر من ألفي شيكل، حيث الكثير من السكان لم يقم حتى هذه اللحظات بشراء أضحية نتيجة تراجع القدرة الشرائية، ويطالب المواطنون التجار أن لا يستغلوا موسم العيد الذي جاء مع موسم الأعراس هذا العام، ليقلوا عليهم من خلال رفع الأسعار، خاصةً وهم يعرفونَ أهميةَ الأضحيةِ بالنسبةِ للمسلمين.

ويرى أحمد العويوي، ابن النقب، أنّ أسعار الأضاحي مناسبة في سوق الحلال – لأن الجميع يحاول البيع، وحين ترتفع المنافسة بين تجار المواشي يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعارها ويضيف: "لا شك أن الوضع الاقتصادي للمواطنين سيء للغاية، بسبب جائحة الكورونا، أما مربو المواشي فيحضرون 5-6 رؤوس من الغنم ليبيعها ويستطيع الاهتمام بالعلف لبقية مواشيه في البيت".

سليمان شليبي يحاول أن يتفهّم حالة مربي المواشي فيقول إنّ "أسعار الحلال باهظ الثمن وأسعار العلف أيضا بسبب شحة المراعي، ولا ننسى أيضا الضرائب المرتفعة التي يتكفل بها أصحاب الحلال".

من جانبهم يعزو تجار المواشي الارتفاع الكبير في الأسعار والذي يصل إلى نحو ألف شيكل، إلى عدم وجود مراع لمواشيهم مقابل ارتفاع أسعار الأعلاف والتكاليف الباهظة التي يتكبدونها في نقل المواشي حيث يدفعون ضرائب متنوعة ومرتفعة لوزارة الزراعة التي لا تسهّل عليهم تربية المواشي.
ويقول محمد، وهو تاجر مواشي معروف من منطقة حورة، إنّه "لم يبق لدي إلا رأس واحد لعائلتي. لم أهتم هذا العام بتربية المواشي لزبائني الذين تعودوا اقتناء أضحيتهم من عندي - لأن سعر الكيلو الواحد يصل إلى 35 شيكل، وهذا سعر جنوني بالنسبة للكثير من الأسر في النقب".