إقتراح المشتركة بأقامة لجنة تحقيق برلمانية فيما يخص العنف في الوسط العربي لا يتعدّى كونه آخر محاولة في سلسلة من المحاولات لإحراج الموحّدة ، ولكن المشتركة ، وفي كل مرة تُحرج نفسها جماهيريا من جديد ، فمن اجل تحجيم العنف في الوسط العربي لا نحتاج الى لجنة اخرى وانما الى ميزانيات تدفع بأفعال حقيقة على ارض الواقع ، وإقتراح المشتركة لا يملك الحد الادنى من الجدية والمسؤولية إتجاه جماهيرنا العربية ، لمعرفتها حق المعرفة بأن اقتراحها لن يمر وفق موازين اللعبة السياسية الحالية ، حيث وضعت المشتركة نفسها مرة اخرى في خانة الطرف غير المؤثر على مجريات الامور ، ام انها توقعت تمرير قوانين وهي تقبع في المعارضة ؟ وإذا كانت المشتركة فعلا تريد تحجيم العنف في الوسط العربي ، فلماذا نرى السيد ايمن واعوانه يقاطعون اللجنة المعنية بذلك ويتغيبون عن كل جلساتها ؟!
المشتركة مؤخرا ودون ان يرفّ طرفها اضافت خروقات جماهيرية عديدة لخطوط وقواعد صدّعت رؤوسنا بها ، بالاضافة لحنثها بوعودها الانتخابية ، فنراها تارة تفاوض بينت على لجان في الكنيست في مقابل تصويتها معه على الموازنة العامة، التفاوض الذي حرّمته على الموحدة وخونتها بسببه . طبعا سيقولون : نحن فقط نفاوض ولكن الموحدة تحالفت معهم . ولكنهم بذلك تناسوا انهم حرّموا وانتقدوا وتهجّموا على تفاوض الموحدة من بدايته وقبل ان يصل لمرحلة دعم الحكومة .
ومؤخرا نرى المشتركة تتحالف وتنسجم مع نتنياهو وبن جفير في اكثر من موقف واكثر من تصويت دون رادع ولا وازع ، بل وتغوص بشكل فعلي في تحركات إتفقوا عليها كلُ لاغراضه ، فالاول - المشتركة - من اجل منع الموحدة من اي انجاز قد يُضاف لرصيدها مانعا بذلك من رجوع سطوة المشتركة على المجتمع العربي ، والاخر - نتنياهو - من اجل اسقاط الحكومة ، وفي الحالتان الخاسر الاكبر هو الوسط العربي .
ولكني وفي كل توافق بين السيد ايمن ونتنياهو اتساءل من جديد من يستعمل من ؟! واظن ان الإجابة واضحة للجميع ، فنتنياهو يحاول جاهدا ادخال الائتلاف الحكومي في مطبات سياسية وإشغاله بنفسه وإظهار الفروقات الايدولوجية المعروفة بين افراده ، والمشتركة منشغلة في ادخال العصي في عجلات تقدم الموحدة وتقزيم إنجازاتها امام الراي العربي ، فمنع الموحدة لهدم عدة بيوت في النقب وصفته الجبهة بالمسخرة !! والمليارات للوسط العربي ما زالت في حساباتهم فتات !! وترؤس السيد الخرومي للجنة برلمانية جديدة تقرب الموحدة من توسيع دائرة نفوذها تعتبره المشتركة امراً هامشيا ، بل وصوت السيد ايمن فيما يصب في فشاله .
فتخيلوا معي كيف كان زخم تقدم الموحدة سيكون لولا عرقلة المشتركة لها ؟ وكيف كان ليُصبح لو ان المشتركة غيرت من دربها وبدات فعلا تعمل من اجل المصلحة العربية واضعة ليدها في يد الموحدة فيما يصب في المنفعة العليا للعرب.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com