عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، مؤتمرًا صحفيًا خاصًّا مساء اليوم الأربعاء برفقة وزير الصحّة، نيتسان هوروفيتس، للحديث حول جائحة كورونا وارتفاع الأرقام في الأيام الأخيرة بالبلاد، حيث قال:"إنّنا سنحاول التغلب على كورونا بدون إغلاق، لكن الأمر عائد لكم أيها المواطنين".
نفتالي بينت خلال المؤتمر الصحفي - رويترز
وأوضح بينت:"قد نعلن إجراءات صارمة لكن حبس الناس في منازلهم هو الخطوة الأخيرة". وأضاف:" أغلقنا الفجوة في مطار بن غوريون الذي تدخل كورونا منه والذي أهملته الحكومة السابقة، وتم إنزال 120 إسرائيليا من على متن طائرة.. نحاول اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لكن في حال استمر الاستهتار فإنّ الارتفاع بالأرقام وانتشار العدوى سيستمر وعليه سنصلّ الى الاعلان عن إغلاق اضافي"، كما قال.
فيما يلي التصريحات التي ادلى بها رئيس الوزراء، نفتالي بينيت:
"تجتاح طفرة دلتا العالم. خلال الدقائق القليلة المقبلة سوف نطرح تصورنا بشأن كيفية تغلبنا عليها معًا، حكومةً وجمهورًا، هنا في إسرائيل.
إن هدفنا الأعلى هو الحفاظ على صحة الجمهور إلى جانب السماح بمواصلة مجرى الحياة الاعتيادية والاقتصاد. بمعنى اننا بصدد محاربة الكورونا مع فرض أدنى قدر ممكن من حالات الإغلاق. وعلى مدار العام ونصف العام الماضي توفي نتيجة الكورونا في إسرائيل أكثر من 6400 شخص، بينما شهدت الدولة فرض إغلاق على مدار 120 يومًا. وقد اضطر بعض طلاب المدارس الإسرائيليين للمكوث في منازلهم حيث انكمشوا هناك على مدار 200 يومًا، وأحيانًا لم يعرف الآباء إذا كان سيتم فتح المدارس أم إغلاقها في اليوم التالي.
في الحكومة الجديدة التي أترأسها، إلى جانب وزير الصحة ومسؤولي وزارة الصحة، سنجرب طريقة جديدة تتمثل بقدر زائد من الشفافية مع عدد اقل من حالات الإغلاق. وبدلاً من التطرق طول النهار إلى الاماكن التي نقوم بإغلاقها، سننظر إلى طرق تسمح لنا بإبقائها مفتوحة.
لقد أثبتت التطعيمات مفعولها الجيد أمام الفيروس الأصلي كونها أخرجتنا من الموجة الثالثة لكننا عرفنا دائمًا بل وقلنا في أكثر من مناسبة إنه اثناء الأوبئة تنشأ أحيانًا سلالات متحورة وهذا ما حدث بالفعل. حيث نشأت طفرة تسمى "طفرة دلتا"، التي ظهرت لأول مرة في الهند، لتجتاح العالم كله حاليًا. وهذه مجرد البداية ففي غضون بضعة أيام سيُصبغ العالم كله بهذه الألوان (تُعرض شريحة). إن هذه الألوان تدل على تفشي الوباء في هذه الدول.
وتنقل طفرة دلتا العدوى على نطاق أوسع بكثير من النسخة الأصلية للفيروس، وبالتالي نشاهد الارتفاع في كافة أنحاء العالم تقريبًا، وخلال فترة عدة أسابيع سيُترجم ذلك لعدد أكبر بكثير من المرضى وأكبر بكثير من الموتى. وايضًا في دول ذات نسبة عالية من الاشخاص المطعّمين بمعنى الولايات المتحدة، وفرنسا، وإنجلترا نشاهد نفس الارتفاع السريع خلال الأيام الاخيرة.
وتجدر الإشارة إلى فعالية التطعيمات العالية، فبدونها لكنا نواجه حاليًا كمية هائلة من المرضى بحالات خطيرة والموتى إلا أن التطعيمات لا تكفي لوحدها امام طفرة دلتا.
علمًا بأن الطفرة قد تسللت إلى إسرائيل في أواخر شهر مارس الماضي، ثم نقفت في شهريْ أبريل ومايو لتتفشى أخيرًا وتشكل مصدر هذا الارتفاع. للأسف، حتى ما قبل عدة أسابيع، كان يمكن لكل مواطن إسرائيلي الصعود على الطائرة والسفر إلى كل دولة، مهما احمرّ لونها، ومهما امتلأت بالطفرات والسلالات. حيث سافر عدد كبير جدًا من المواطنين الإسرائيليين إلى المدن الأكثر خطورةً في العالم ولم يبادر أحد إلى وقف ذلك.
فكان الباب هنا مفتوحًا على مصراعيه أمام دخول الطفرات والسلالات، مما يُعدّ بمثابة إهمال شديد حصل هنا على مدار عام ونصف. إنه عبارة عن قصور فادح في التعامل مع الكورونا وعن تهاون ورثناه من الحكومة السابقة.
لكن بعد مرور أسبوعين من تشكيل الحكومة، في 29 يونيو، بادرنا إلى سد هذه الثغرة. أما الآن، فلا يجوز للمواطنين الإسرائيليين الصعود على طائرة والسفر إلى دولة ذات أعلى درجات الخطورة. ونقوم بتنزيل أولئك الذين يحاولون القيام بذلك من الطائرة. لقد تم تنزيل ما يزيد عن 100 مواطن إسرائيلي من الطائرة. وكل من يحاول الالتفاف على القواعد والمخاطرة بسلامة الجمهور الإسرائيلي لن نسمح له بالقيام بذلك.
في هذه الموجة الجديدة جراء طفرة دلتا نرغب بإعطاء الفرصة لنهج جديد، ولنهج مختلف ألا وهو نهج الثقة، معكم الجمهور. ونهج التعاون والعمل إلى جانب الجمهور وطرح الاشياء كما هي والسعي للتغلب على الكورونا مع تجنب حالات الإغلاق. لكن هذا منوط بكم، بالجمهور.
وإليكم الأخبار السارة. الأخبار السارة هي أننا نستطيع إذا تضافرت جهودنا، حكومةً وجمهورًا، الانتصار على جائحة الدلتا، دون فرض أي إغلاق، إذا تصرفنا جميعًا وبحزم في سبيل ذلك فورًا".